06‏/05‏/2009

النشرة الأسبوعية

عدة أزواج أم مؤشر عملة واحدة؟

عادة ما يرتبك المتداولون، متسائلين أي من العملتين في زوج معين لها التأثير الأكبر، بحيث تتسبب في تحرك الزوج. هل ارتفع الدولار في مقابل اليورو، متسببًا في انخفاض زوج يورو/دولار أمريكي، أم أن اليورو انخفض أكثر مقارنة بالدولار؟

هل ارتبكت؟

حسنًا، كمثل الكثير من المتداولين الجدد الذين يشرعون في هذا المجال، فإن كمية البيانات والأخبار التي تُنشر يومًا فيوم يمكنها أن تربكهم بسهولة إذ يغرقون في التحدثيات. يميل أغلب المتداولين في بداية انخراطهم في هذا المجال نحو الجانب الفني للأشياء، حيث ترسم الخريطة أنماطًا للأسعار (التحليل الفني) في تحركها على كافة الأصعدة، معطية بذلك صورة واضحة عن الاتجاه. ولكن بالرغم من تلك الحقيقة، فثمة سؤال شائع دائمًا ما يسأله متداولي العملات الأجنبية الجدد وهو؛ أي من العملتين في الزوج هي التي تقود الاتجاه في اتجاهها الحالي، فتعطيه قوته؟

كانت الأجندة الاقتصادية للأسبوع الماضي مشحونة بالبيانات؛ حيث أظهرت أوروبا ارتفاع معدل البطالة فيها إلى مستوى مرتفع بلغ 8.9%، بينما ظل المستثمرون في الولايات المتحدة يتعاملون مع (كرايسلر)، محاولين فهم كيف ستؤثر على السوق الكلي.

شهدت جلسة تداولات الأسهم ليوم الخميس في الولايات المتحدة بتقلبات حادة حيث تقدمت (كرايسلر) بطلب لإشهار إفلاسها وفقًا للفصل رقم 11، آملة في الخروج من أزمتها في أقل من شهرين وقد أصبحت شركة أكثر قوة وصلادة. وعلينا ملاحظة أن الإفلاس وفقًا للفصل رقم 11 يختلف تمامًا عما يألفه معظم الناس؛ فهو يعني إعطاء الشركة وقتًا لخفض نفقاتها أو إعادة تصميم عملياتها في الوقت الذي تحصل فيه على مساندة المحكمة، مما يسمح لها بتجنب الدائنين لفترة من الزمن. والفكرة الرئيسية في هذا هو التمتع بمزايا إجراءات إشهار الإفلاس، في الوقت الذي تمنح فيه الشركة وقتًا لتسوية مشكلاتها. وتنوي (كرايسلر) أن تعود بقوة مرة أخرى، مُنشئة شراكة مع (فيات) لإنتاج سيارات أنظف وأكثر كفاءة في المستقبل القريب.

بالإضافة إلى الأنباء المدوية عن صناعة السيارات، فقد نشر مجلس الاحتياطي الفيدرالي تقريره الأسبوع الماضي ذاكرًا أن أساليب تخفيف الاحتقان الكمية التي اتخذت مؤخرًا بدأت تُحدث تأثيرها على اقتصاد بلاده وأنه ينوي تعزيز الموقف الراهن بالالتزام بخطته الأصلية التي تتضمن شراء الأوراق المالية المدعومة برهونات.

أغلقت الأسهم الأمريكية الأسبوع الماضي على ارتفاع على الرغم من نتائج الناتج المحلي الإجمالي القاتمة التي بلغت -6.1%. فأغلق مؤشر (ستاندارد أند بورز 500) على نتائج إيجابية في جلسة تداولات يوم الجمعة، وبذلك يصبح الأسبوع الماضي هو الأسبوع الثامن له الذي يحقق فيه مكاسب إيجابية.

وعلى صعيد سوق صرف النقد الأجنبي، لاحظ الكثيرون على مدار الشهرين الماضيين وجود ارتباطًا وثيقًا ما بين الدولار والأسهم الأمريكية. بإلقاء نظرة على الخريطة البيانية التالية يمكننا أن نرى تزامن قمم الدولار مع قيعان مؤشر داو جونز.


مؤشر الدولار – هو مقياس لقيمة الدولار مقابل عملات أخرى يتم تداولها.

كيف يساعد ذلك متداولي العملات الأجنبي

على الرغم من أنها ليست أداة أساسية للمتداولين، يمكن للمرء بسهولة التطلع إلى المؤشر بدلاً من تحليل كل زوج عملات. وكما ذكرنا آنفًا، فقد كانت الأجندة الاقتصادية للأسبوع الماضي مشحونة بالبيانات غير أن مؤشر الدولار فشل في التزحزح، فتراوحت قيمته حول مستوى الدعم الأخير لخط الاتجاه. وبتحليلنا الأزواج كل على حدى، يمكن أن نكون قد لاحظنا أن كل زوج قد سلك بشكل مختلف مقارنة بالبيانات التي نشرت في منطقة تلك العملة، مما يجعل الأمر محيرًا لنقرر أي العملات لها التأثير الأكبر على الزوج نفسه. أظهر المؤشر الأسبوع الماضي أن الدولار أخفق بصفة عامة في أن يخسر القوة الرئيسية، فتم تداوله فوق مستوى دعم خط الاتجاه

هل ستقوى الاتجاهات العامة مع حدوث اختراقًا للمؤشر

بإلقاء نظرة على الخرائط البيانية التالية يمكننا ملاحظة أن مؤشر الدولار يتم تداوله حول مستوى دعم خط الاتجاه العام. علاوة على ذلك، تقع مختلف الأزواج الآن أيضًا حول مستوياتٍ حرجة. يمكن للمرء أن يرى الارتباط بين كل من زوج يورو/دولار أمريكي ومؤشر الدولار اللذين يقعان كلاهما الآن عند نقطة اختراق حرجه

مؤشر الدولار

مؤشر الدولار في مقابل زوج يورو/دولار أمريكي
استنتاج وتوقعات الأسبوع المقبل

بينما لا يتاح لبعض المتداولين الوصول إلى خريطة مؤشر الدولار البيانية أو قد يُربك المؤشر البعض الآخر، فإن المتداولين يمكنهم بسهولة التعرف على ضعف الدولار بالبحث عن أنماط الاختراق الواضحة التي تحدث لكل الأزواج الرئيسية في نفس الوقت. ومع قوة كافة العملات التي تناظر الدولار، يتأكد المرء من الضعف العام للدولار وليس من مجرد حدوث شيء عارض وقع لزوج عملات وحيد. إن القوة العامة للدولار سوف تحل أحجية التخمين التي تحاول أن تكتشف أي من العملات لها تأثير على الأزواج المختلفة مفسحة المجال أمام المتداولين كي يعرفوا أن الدولار في هذه المرة هو العملة المؤثرة.

وعلى الرغم من أن الأجندة الاقتصادية تزخر بالبيانات هذا الأسبوع، سوف يركز معظم المتداولين على ثلاثة من قرارات لمعدلات الفائدة وبيان أجور العاملين في غير القطاع الزراعي التي تصدر في الولايات المتحدة - وهي البيانات التي قد تُنشئ حركة كبرى.

في الوقت الذي يتوقع أن يبقي بنكان، وهما بنكا أستراليا وإنجلترا، أسعار فائدتيهما عند مستوييهما الحاليين، فمن المؤكد أن البنك المركزي الأوروبي سوف يحتل الصدارة. فقد أظهرت التعليقات المؤخرة للمسئولين أن البنك المركزي الأوروبي يمانع في تخفيض سعر فائدته لما دون مستوى 1%، وذلك على الرغم من المشهد الاقتصادي السيئ والبيانات الحالية القاتمة.

سوف يمعن أغلب المحللين النظر في تصريحات (تريشيه) التي تميل لإتباع القرار، حيث أنها قد تشعل قوة اليورو، شريطة أن يذكر البنك المركزي الأوروبي أنه لا يعتزم تخفيض أسعار الفائدة لما دون مستوى 1% الحرج. بالإضافة إلى ذلك، ففي ظل وجود إدعاءات أولية أظهرت انخفاضًا في الأسبوع الماضي، سوف يراقب المستثمرون في الولايات المتحدة بيانات التوظف عن كثب يوم الجمعة، خصوصًا في ظل التكهنات بأن يصل معدل البطالة إلى معدل هائل يبلغ 9%.

في ظل وجود الزوج الآن عند مستويات حرجة مع تخطيط البنك المركزي الأوروبي نشر تقريرًا هامًا، سوف يكون من الممتع أن نرى ما إذا كان الدولار سيحافظ على وضعه كملاذ آمن أم أنه سيكون هناك ضعف عام في الدولار مما سيؤدي إلى انتعاش جميع الأزواج
الخرائط البيانية عند مستويات حرجة
يورو/دولار أمريكي
دولار أمريكي/ين يابانى

Table of Events:





0 اضافة رد:

إرسال تعليق

  ©تصميم محمود جمال.